ونستكمل ما بدأنا من إضاءة للقلب فهذه هي قاعدتنا الثانية التي تمت مناقشتها في هذا اليوم المبارك يوم الأربعاء
ألا وهي قوله تعالى: ” عَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ”
وحقيقة أن هذه القاعدة جاءت كفرصة ثمينة لتبصر النور خاطرة من حديث النفس كنت قد خططت لتدوينها هنا في المدونة فسألحقها بالسياق..
استفتح الشيخ المقبل هذه القاعدة بتبيان صلتها العميقة بأحد أصول الإيمان العظيمة وهو الإيمان بالقضاء والقدر
ويشرح هذه القاعدة مختصرا قائلا:
وأعلم يقينا أخي القارئ أنك في هذه اللحظة تسمع بآذان قلبك صدى لمواقف شتى من الحياة ختمتها بقولك “خيرة” ومواقف أخرى ما تزال تتفحص فيها علها أن تلحق بوصف “خيرة”..
وهي فعلا خيرة حتى لو لم تستشعر الخير من ورائها بعد! وتلاحقت الابتلاءات عليك من ورائها ولم تجد منها غير الأذى والألم..و تأمل أخي القارئ أن الابتلاء مبني على الخير، فيكفي المرء أن يدخل في دائرة من يقال لهم: إذا أحب الله عبدا ابتلاه
وتذكر عجبية أمرنا نحن المؤمنون كما وصفنا الذي لا ينطق عن الهوى -صلى الله عليه وسلم- : عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له . رواه مسلم
وبالعودة إلى حديث الشيخ المقبل فإنه يشير إلى أن هذه القاعدة تنطبق على أحوال شتى تعصف بحياة الإنسان، دينية كانت أو دنيوية، نفسية أو جسدية ..
ويبين الشيخ أن إعمال هذه القاعدة مسبب رئيس للطمأنينة والراحة ورادع قوي للقلق.
ويذكر الشيخ بعض المواقف التي تنطبق عليها هذه القاعدة، بدأها بمواقف القرآن، وذكر منها قصة الغلام الذي قتله الخضر واستوقف عليها بتعليق جميل
ثم ذكر مواقف من السنة النبوية وختم بموقف من زماننا ..
عني أنا شخصيا لا أذكر كم المواقف الهائلة التي مررت عليها ولكن آخرها أذكر أنني مع دخول أول ليلة من رمضان سبحان الله تعطل جوالي العزيز على قلبي وتوقف بشكل نهائي أعجز عن إصلاحه..وأذكر أنني لم أحزن عليه كثيرا خلاف ما كنت أتخيل، وكنت قبلها أتشاور في قرارة نفسي أأغلقه في رمضان حتى لا أنشغل أم لا؟ وكانت الفكرة ملحة غير أن هنالك بعض الأمور التي تمنع تنفيذ الفكرة .. ورغما عن هذه الأمور تم إغلاقه
لقد شعرت براحة نفسية كبيرة لم أشعر بها منذ قديم! ومن ثم اتيحت لي الفرصة لاستخدام جهاز آخر كنت أحلم به.
ومن المواقف أيضا في رمضان، مرضي عند دخول العشر الأواخر، فما رأيته إلا منحة كبيرة من الله لأتقرب إليه أكثر، وأظنكم تعرفون المرض كيف يغير في المرء ويزيده تسليما وايمانا وثوابا..
والخلاصة هي كما ذكرها الشيخ لا أزيد عليها
ولله ألطاف خفية قد لا ندركها :’
سبحان الله ،
لما قرأت القاعدة أحسست بصغر عقولنا عن الإدراك فكل الأمر خيرة..
وهذا من الطبيعة البشرية وكمال فيها لا نقص.
قال تعلى: “إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ”
ما إن يستشعر الإنسان القرب من الله وحكمته ورحمته زال الهلع واطمئن وقرب إليه أكثر.
لا عدمناكِ ()